إنها تحمي الأسنان، تثبتها في مكانها ميمكن أن تشعر بأي تغير في درجة الحرارة والضغط.
في هذه المقالة، سوف نتعمق أكثر ونستكشف تشريح اللثة، وظائفها والظروف التي يمكن أن تؤثر على صحتها.
لذلك، سواء كنت متخصصًا في طب الأسنان أو كنت تبحث ببساطة عن تحسين نظافة فمك، ستوفر هذه المقالة رؤى قيّمة حول أهمية اللثة وكيفية العناية بها.
تشريح اللثة

عند النظر إلى تشريح اللثة، هناك جزءان رئيسيان: اللثة الثابتة (attached gum) واللثة المنفصلة (unattached gum). اللثة الثابتة (attached Gingiva ) هي عبارة عن نسيج ليفي كثيف – متصل بقوة بالعظم الأساسي الذي يغطي جذور السن. في حين أن اللثة المنفصلة (unattached Gingiva)، أو الغشاء المخاطي اللثوي (gingival mucosa)، هي طبقة رقيقة من الأنسجة – متصلة بشكل غير محكم بالعظم الذي يغطي العظم السنخي.
هل تعلم أن لثتك تتكون أيضًا من عدة طبقات من الأنسجة؟ تشمل بعض هذه الأنسجة أيضًا epithelium، والنسيج الضام (connective tissue) و الغشاء المحيط بالعظم (periosteum). epithelium هي الطبقة الخارجية من اللثة، والتي تعمل كحاجز ضد البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى.
يحتوي النسيج الضام (connective tissue ) على أوعية دموية، أعصاب وألياف كولاجين تدعم وتغذي اللثة. الغشاء المحيط بالعظم (periosteum) عبارة عن طبقة رقيقة من الأنسجة تغطي العظام وتساعد على تثبيت اللثة في مكانها.
التكوين الهيكلي للثة
يمكن أن يتراوح لون اللثة الطبيعي من اللون الوردي المرجاني الباهت إلى اللون الداكن. يختلف تكوين أنسجة اللثة باختلاف موقعها ووظيفتها. هناك نوعان مختلفان من اللثة والعديد من المناطق التشريحية الهامة.
- الغشاء المخاطي السنخي (Alveolar mucosa)
يقع هذا النسيج خلف تقاطع اللثة والغشاء المخاطي (mucogingival junction). يبدو وكأنه أقل ثباتًا وأكثر احمرارًا من اللثة. لا يحتوي على طبقة الكيراتين الخارجية (non-keratinized )، يوفر سطحًا أكثر نعومة ومرونة للخد والشفتين.
- اللثة الثابتة (Attached gingiva)
هذا النسيج مجاور للثة الحرة (free gingiva)، يحتوي على طبقة الكيراتين الخارجية (keratinized)، وملتصق بشدة بالبنية العظمية الأساسية. يمكن أن يتراوح ارتفاعه من 3 إلى 12 ملم.
- اللثة الحرة (free gingiva)
تتكون اللثة الحرة عندما لا يكون النسيخ مثبتًا على السن ويخلق طوقًا (collar) حوله. تُعرف الأنسجة المحيطة بالسن باسم التلم (sulcus)، ويتراوح عمقها عادةً بين 1-3 ملم. يتم تبطينه بـ sulcular epithelium ويتم تثبيته على السن بواسطة epithelial attachment من قاعدته.
- حد اللثة (Gingival margin)
هو عبارة عن منطقة اللثة التي تتلامس مع السن.
- Junctional epithelium
هو عبارة عن الجزء من اللثة الذي يلتصق بالنسيج الضام للسن. يقع في قاع التلم (sulcus).
- الحليمات بين الأسنان (Interdental papillae)
تُعرف منطقة نسيج اللثة الموجودة بين الأسنان المجاورة باسم الحليمات بين الأسنان (Interdental papillae). عادة ما يكون هذا النسيج حاد الحواف ويحتل الفراغ بين الأسنان في الفم الصحي. يفصل الخط المتعرج اللثة الثابتة عن الغشاء المخاطي السنخي.
الوظائف المختلفة للثة
عندما يتعلق الأمر بوظائفها فإن لثتك تلعب دورًا حيويًا، مثل:
- حماية الأسنان
اللثة عبارة عن حاجز وقائي حول الأسنان، يمنع البكتيريا والمواد الضارة الأخرى من الوصول إلى الجذور. كما أنها تحمي العظم الأساسي من أي شكل من أشكال الضرر.
- دعم الأسنان
تدعم اللثة الأسنان من خلال ربطها بالعظم الأساسي والإمساك بالأسنان بمكانها الصحيح. يُعرف ارتباط اللثة بالسن بالارتباط اللثوي (gingival attachment).
- استشعار درجة الحرارة والضغط
اللثة غنية بالأعصاب التي يمكن أن تشعر بالحرارة والضغط، مما يسمح لنا باكتشاف الأطعمة الساخنة والباردة وتحديد مدى صلابة الطعام المأكول.
- الحفاظ على صحة الفم
تلعب اللثة دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الفم عن طريق منع نمو البكتيريا الضارة وتعزيز نمو البكتيريا المفيدة التي يمكن أن تساعد في منع تسوس الأسنان وأمراض اللثة.
الظروف التي تؤثر على اللثة
يمكن أن تؤثر عدة ظروف على صحة اللثة، والتي تشمل عوامل مثل:
- التهاب اللثة (Gingivitis)
يعتبر التهاب اللثة (Gingivitis) حالة شائعة تسبب التهاب ونزيف اللثة. وهو ناتج عن تراكم الترسبات (plaque) على الأسنان. الطريقة الوحيدة لمنع التهاب اللثة هي ممارسة نظافة الفم الجيدة، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا واستخدام الخيط يوميًا. في أسوأ السيناريوهات، يجب عليك استشارة طبيب أسنان متمرس يمكنه تقديم أفضل علاج.
- التهاب الأنسجة اللثوية الداعمة (Periodontitis)
التهاب الأنسجة اللثوية الداعمة (Periodontitis) هو شكل أكثر خطورة من أمراض اللثة يمكن أن يسبب فقدان الأسنان والعظام. ينتج ذلك عن تراكم البكتيريا، ولا يمكن إلا لطبيب الأسنان المختص أن يوفر لك أفضل خطة علاج، مثل إزالة الجير (scaling)، كشط الجذر (root planing) أو الجراحة.
- انحسار اللثة (Gum Recession)
يحدث انحسار اللثة (Gum Recession) عندما تبتعد اللثة عن الأسنان وتنكشف الجذور. يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل، بما في ذلك أمراض اللثة، تنظيف الأسنان بالفرشاة بشدة والتقدم في السن. يمكن أن تؤدي الحالة إلى حساسية وزيادة خطر حدوث تسوس الأسنان. يختار معظم أطباء الأسنان علاج انحسار اللثة بإجراءات مثل ترقيع اللثة (gum grafting).
- سرطان الفم (Oral Cancer)
يمكن أن يؤثر سرطان الفم (Oral Cancer) على أي جزء من الفم، بما في ذلك اللثة. يعتبر الاكتشاف المبكر أمر بالغ الأهمية لنجاح العلاج. يمكن أن تساعد فحوصات الأسنان المنتظمة وفحوصات سرطان الفم في اكتشاف سرطان الفم بشكلٍ مبكر.
كيف تعرف أن لثتك صحية؟

عادة ما تكون اللثة الصحية وردية اللون وعادة ما توصف باللون الوردي المرجاني. قد تشير الألوان الأخرى مثل الأحمر، الأبيض والأزرق إلى وجود التهاب مرتبط بالتهاب اللثة (gingivitis-related inflammation). يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للتبغ أو غيره من العقاقير أيضًا إلى تغير اللون. بينما توصف اللثة الصحية باللون الوردي المرجاني، يمكن أن تكون هناك اختلافات طفيفة في اللون بين الأفراد. يمكن أن يحدث هذا بسبب عدة عوامل، مثل سُمك وكمية الكيراتين في epithelium، كمية تدفق الدم إلى اللثة، وتصبغ الجلد الوراثي، مرض كامن ، أو بعض الأدوية.
نظرًا لأن لون اللثة الصحية يمكن أن يختلف، فإن اللون الموحد أكثر أهمية من لون النسيج الأساسي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي رواسب الميلانين الزائدة إلى ظهور علامات أو بقع داكنة على اللثة. يمكن أن تكون هذه البقع الداكنة شائعة بشكلٍ خاص في قاعدة الحليمات بين الأسنان (interdental papillae’s base). إزالة تصبغ اللثة أو تبييض اللثة هو إجراء شائع في طب الأسنان التجميلي لإزالة هذه البقع الداكنة. تلتصق اللثة السليمة بقوة بكل سن، ويصبح سطح اللثة ضيقًا ورقيقًا عند حدود اللثة غير الملتصق. في المقابل، تبدو اللثة الملتهبة منتفخة.
الخاتمة
تلعب اللثة دورًا مهمًا في صحة الفم، حيث توفر الحماية والدعم للأسنان وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة العامة. يمكن أن تساعد ممارسة نظافة الفم الجيدة والبحث عن رعاية أسنان متخصصة عند الضرورة في منع وعلاج المشاكل التي يمكن أن تؤثر على اللثة. تعد فحوصات وإجراءات تنظيف الأسنان المنتظمة ضرورية للحفاظ على صحة اللثة والوقاية من أمراض الفم. لذلك، احجز موعدك وقم بزيارة طبيب الأسنان قبل فوات الأوان.