يعود تاريخ الرعاية السنية إلى 7000 قبل الميلاد، وعلى الرغم من أنها لا تحظى بالتقدير الكافي، إلا أنها تطورت بشكلٍ كبير على مر القرون.
أقدم دليل على ممارسة طب الأسنان
وجد الباحثون أول دليل على طب الأسنان في موقع مهرجاره العصر الحجري الحديث في بلوشستان، باكستان. قامت مجموعة من الباحثين بفحص مدافن يعود تاريخها إلى 7000 قبل الميلاد، ووجدوا أن هناك ثقوبًا حدثت في أحد عشر ضرسًا على الأقل. على الرغم من أن هذه الثقوب لم تحتوي على أي نوع من حشوات الأسنان، إلا أنه لوحظ تآكل الأسنان في هذه الثقوب، وبالتالي، فهذا يعني أن الناس عاشوا لفترة طويلة بعد تكوين هذه الثقوب.
VIDALE, M. & MACCHIARELLI, R. 2006. تقليد العصر الحجري الحديث المبكر لطب الأسنان. الطبيعة، 440، 755-756.
نظرية تسوس الأسنان القديمة
في عام 5000 قبل الميلاد، قدّم السومريون أول تفسير لتسوس الأسنان. كانت النظرية تنص على أن أسنان الإنسان يمكن أن تصاب بديدان الأسنان. يُعتقد أن ديدان الأسنان، في الواقع، سوف تقوم بأكل بنية الأسنان وتترك ثقبًا داخل السن. تم التأقلم مع هذه الفكرة وتنفيذها على مر القرون حتى تم دحضها في أواخر القرن الثالث عشر من قبل جراح فرنسي.
طب الأسنان في مصر القديمة
كان قدماء المصريين روادًا في طب الأسنان. هذا يدل على مدى اهتمامهم بصحة الفم. تم توثيق الإجراءات السنية بشكلٍ كبير في كتاباتهم في كتبهم القديمة. عندما تم فحص المومياوات المصرية، تم ملاحظة محاولات مبكرة لعمل تركيبات الأسنان. ومن الجدير بالذكر أن أول طبيب أسنان تمت الإشارة إليه على الإطلاق كان مصريًا قديمًا يُسمى Hesya-Re. كان يمتلك منصبًا مرموقًا، وقد أطلق عليه الفراعنة “عظيم من عظماء أطباء الأسنان”. استخدم Hesya-Re معرفته للعناية بصحة أسنان الفرعونين بالإضافة إلى عامة المصريين في ذلك الوقت. كانت خدماته ذات قيمة عالية، وأمر الفراعنة في ذلك الوقت، كتقديرٍ له، بنحت وجهه.
مساهمة اليونانيون في طب الأسنان
كان لليونانيين مساهمة هائلة في طب الأسنان القديم. على سبيل المثال، أوصى أبقراط، الذي يُعرف باسم “أبو الطب”، بضرورة محاربة مشاكل تجويف الفم من خلال العناية المباشرة بالأسنان، تضمنت علاجاته قلع الأسنان واستخدام الأسلاك لتثبيت الأسنان المتحركة. الثاني بعد أبقراط كان ديوكليس أوف كاريستوس، وهو طبيب يوناني كان يعتبر رائدًا في الطب. وأكد أهمية صحة الأسنان وتأثيرها على صحة الفم. وأوصى بضرورة تنظيف الأسنان واللثة بشكلٍ متكرر للحفاظ على نظافتها؛ لمنع تسوس الأسنان. كان الطبيب اليوناني الآخر هو كلوديوس، وقد توصل إلى مقترح يفيد أن الأسنان تتكون من العظام والأعصاب.
طب الأسنان في العصور الوسطى
في العصور الوسطى حتى القرن الخامس عشر، اعتبر الشعب الرهبان مجموعة موثوقة لإجراء علاجات الأسنان عليهم. أجروا خلع الأسنان لتخفيف الألم المصاحب لتسوس الأسنان. بعد سنوات، منعت الكنيسة الرهبان من إجراء مثل هذه العلاجات، وذلك عندما تولى الحلاقون، بسبب خبرتهم في التعامل مع الشفرات والسكاكين، هذا الدور وأصبحوا القائمين الرئيسيين للعمليات الجراحية. بدأوا في خلع الأسنان باستخدام أدوات تشبه تمامًا الأدوات المتوفرة لدينا اليوم.
الممارسات الفموية في الحضارة الإسلامية
بالنظر إلى عصر العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، ناقش علماء عرب مشهورون مثل الزهراوي (الذي يُعرف بأنه أعظم جراح في العصور الوسطى) علاجات الأسنان المختلفة في كتبه الطبية. وشملت هذه علاج الفك المخلوع (المتحرك من مكانه). كما ابتكر تصميمات مختلفة للأدوات الجراحية التي تحمل نفس مبدأ الأدوات التي نستخدمها اليوم في جراحة الفم.
أخيرًا، بعض الممارسات الغريبة في طب الأسنان القديم
اعتقد المصريون القدماء بشدة أن استخدام الفئران الميتة الممزوجة بالعديد من المكونات الأخرى يمكن أن يعالج آلام الأسنان. كانوا يضعون شرائح الفأر الميت وهو لا يزال دافئًا في الفم لتخفيف آلام الأسنان.
استخدم القدماء الرومان بول الإنسان والحيوان كغسول للفم. كان هذا الأمر ممارسًا بشكلٍ شائع بين الناس في ذلك الوقت؛ لتنظيف أسنانهم وتلميعها. والمثير للدهشة أن هناك منطقًا وراء هذه الممارسة. سيتحلل البول بمرور الوقت إلى الأمونيا، وهي شديدة القلوية، لذلك يمكن أن تعمل كعامل تطهير، ويمكن أن تتحلل التصبغات والجير بسهولة.
في فترة تيودور في إنجلترا وويلز، كان السكر باهظ الثمن لدرجة أن الأثرياء فقط هم من يستطيعون تحمل كلفته. لقد استمتعوا به كثيرًا لدرجة أنهم أضافوه إلى كل شيء يأكلونه تقريبًا. لم يمض وقت طويل حتى بدأوا يعانون من تسوس الأسنان. ونتيجةً لذلك، بدأ الفقراء في تغميق أسنانهم لتبدو وكأنها مسوسة وفاسدة، على أمل إعطاء مظهر بأنهم من الطبقة العليا.