نشأة طب الأسنان الحديث
من حوالي 1600 فصاعدًا، بدأت الكتابة الطبية المنظمة بشكلٍ أكبر، وهو الوقت الذي بدأ طب الأسنان الحديث في تشكيله. نشر الطبيب البريطاني تشارلز ألين، في عام 1685، أول كتاب لطب الأسنان باللغة الإنجليزية حول صحة الفم بعنوان “طبيب للأسنان”. في هذا الكتاب، قام بتحديد علاجات مختلفة لتنظيف الأسنان. كما ناقش بالكامل مفهوم عملية خلع الأسنان الطبيعية وإمكانية استخدام أسنان الحيوانات كالكلاب والأغنام لتعويض الأسنان المفقودة.
في عام 1723، كتب الجراح الفرنسي بيير فوشارد، الذي ذُكر في التاريخ باسم “أبو طب الأسنان الحديث” الكتاب الشهير “طبيب الأسنان الجراح”. عندما وصف نظرية الأحماض المشتقة من السكر التي تسبب تسوس الأسنان، مما يقلل من الإيمان بنظرية دودة الأسنان. اقترح فوشارد استخدام تركيبات الأسنان الصناعية لاستبدال الأسنان المفقودة، وكان أيضًا أول من أدخل تقويم الأسنان، ومفهوم إمكانية تغيير وضع الأسنان من خلال تطبيق قوة خفيفة ثابتة.
إنجازات طب الأسنان خلال القرن الثامن عشر
قدم العالم البريطاني جون هانتر، أحد أكثر الجراحين تميزًا في ذلك الوقت، مساهمةً كبيرة فيما يتعلق بزراعة الأسنان. في عام 1763، بدأ التعاون مع طبيب أسنان آخر لاقتراح نظريات حول زراعة الأسنان من شخص ٍإلى آخر. أثناء إجراء تجربته، اكتشف مبادئ حيوية لنجاح هذا النوع من الإجراءات، وما زالت بعض هذه المبادئ مستخدمة حتى اليوم في عمليات زراعة الأعضاء.
على الرغم من أن الباحثين قد وجدوا دليلًا واضحًا على أساليب نظافة الفم التي كانت تمارس في التاريخ القديم والتي تعود إلى 3500 قبل الميلاد، إلا أن فرشاة الأسنان التي تشبه ما لدينا اليوم لم يتم تقديمها حتى عام 1770 في المملكة المتحدة. اخترعها ويليام أديس، وكانت الفكرة الأولية أن يكون لها مقبض مصنوع من العظم برأس خشن. بحلول عام 1840، تم إنتاج فرش الأسنان على نطاق واسع في فرنسا، المملكة المتحدة، ألمانيا واليابان. من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة بدأت في إنتاج فرش الأسنان في عام 1885، إلا أن الأمريكيين لم يمارسوا حقًا نظافة الفم الروتينية إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
طب الأسنان في القرن التاسع عشر
تطور طب الأسنان بشكلٍ كبير خلال القرن التاسع عشر. بدأ التعليم والتدريب الرسمي الأول لطب الأسنان في العالم في عام 1840 عندما فتحت كلية بالتيمور لجراحة الأسنان أبوابها في الولايات المتحدة الأمريكية. بعد حوالي عقد من الزمان، في عام 1858، تم إنشاء أول مستشفى أسنان على الإطلاق يقدم تدريبًا إكلينيكيًا في لندن. بالإضافة إلى ذلك، بدأ تشكيل جمعيات طب الأسنان المهنية: تأسست جمعيات طب الأسنان الأمريكية والبريطانية في منتصف القرن التاسع عشر.
استخدمت الخلطات الشبيهة بمعجون الأسنان في التاريخ القديم، لكنها كانت تحتوي على مكونات أساسية مثل الفلف، والملح والنعناع. في عام 1873، بدأت شركة Colgate الشهيرة في إنتاج معجون الأسنان بشكلٍ ضخم، وتم طرحه لأول مرة في السوق على شكل عبوات زجاجية. ومع ذلك، لم ينتج الدكتور واشنطن شيفيلد معجون أسنان داخل أنبوب حتى عام 1892.
في هذه الفترة، تم استخدام الكوكايين كعامل مخدر موضعي، ولكن تم إيقاف هذا لاحقًا؛ لأن الكوكايين كان يسبب الإدمان بشكلٍ كبير وأظهر آثارًا جانبية غير متوقعة. بعد قرن من الزمان، تم إدخال أدوية التخدير الموضعي لاستخدامها في إجراءات طب الأسنان، وهي تعتبر في الوقت الحاضر الطريقة الأكثر فعالية وأمانًا لتخفيف الألم. مع هذا النوع من الاختراعات، أصبحت علاجات الأسنان أكثر راحة للمرضى.
تطورات طب الأسنان في المائة عام الماضية
شهدت هذه السنوات تقدمًا سريعًا في طب الأسنان الحديث. تمت المطالبة باستخدام الفلورايد لتقوية بنية الأسنان وتقليل حدوث تسوس الأسنان، لذلك تمت إضافته إلى مياه الشرب في عام 1945 وإلى معجون الأسنان في عام 1950.
على الرغم من أن زراعة الأسنان قد تبدو وكأنها ممارسة جديدة لتعويض الأسنان المفقودة، إلا أن أول زراعة أسنان مصنوعة من التيتانيوم تم وضعها في عام 1965 بواسطة الدكتور بير إنجفار برانمارك في فم مريض واستمرت 40 عامًا.
بينما تم استخدام الأملغم على نطاقٍ واسع كمواد حشو للأسنان، طور الدكتور رافائيل بوين مادة ريزن مركبة حديثة في عام 1962، ومنذ ذلك الحين أصبحت المادة الترميمية الأكثر استخدامًا لأكثر من 50 عامًا.
يعتبر التقويم الشفاف طفرة في عالم تقويم الأسنان، وقد تم تطويره بواسطة طالبين أمريكيين في عام 1997، وكانا يهدفان إلى إعطاء مرضاهم علاج تقويم الأسنان منفصل.
طب أسنان المستقبلي
لقد حقق مجال طب الأسنان قفزة هائلة في العقود الماضية، كما أن تطوير طرق مبتكرة جديدة مستمر كل يوم. مع الانتشار الواسع للتكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يتوقع أخصائيو طب الأسنان أن السنوات الأولى لطب الأسنان الرقمي الحديث لم تبدأ بعد.